تم النشر في الأربعاء, 3 نوفمبر 2021 , 01:16 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , ثقافة وفنون

سعاد الصباح تفرج عن (حوار الورد والبنادق) وتصدر طبعة جديدة من (إليك يا ولدي)

متابعة المواطن اليوم /

بعد سنوات من المنع الرقابي الذي واجهه ديوان (حوار الورد والبنادق) والذي مثل قفزة نوعية في تجربة سعاد الصباح الشعرية وإعلان صريح عن مبادئها السياسية والقومية، وبعد طبعه عدة طبعات منذ 1989 ثم مواجهته قرار المنع من التداول.. ها هو يعود بشكل جديد وبحلة جديدة حاملا الشعر ذاته والفكرة ذاتها:

سلام عليكن .. يا سيدات الندى والسماح

سلام على شجر الرازقي

وميس العباءات عند الصباح

سلام عليكن حين يجيء زمان العصافير

او حين يبدأ عصف الرياح

سلام عليكن في كل وقت

فقد سقط الفرق بين جمال العيون

وبين جمال السلاح

وقد حمل الإصدار الجديد الطبعة الثانية والعشرون بعد نحو أكثر من ثلاثين سنة على صدور طبعته الأولى عن دار رياض الريس للنشر بلندن في العام 1989.

يلفت ديــــوان (حوار الـــــورد والبنــــادق) إلـــــــى فتــرة هامـــــة من التجربة الشعريـــــة للدكتـــــورة سعــــاد الصبــاح الممتدة لأكثــر من نصف قرن. كما يرصد في الوقت ذاتـــــــه انعكاسات سنوات الطفولة التي عاشتها في مدينة الزبيــر على شعرها وشعورها:

أنا امرأة

قررت أن تحب العراق

فمنذ الطفولة

كنت أكحلُ عينيَّ بليل ِالعراق

وكنتُ أُحنيَّ يديَّ بطين العراق

وأتركُ شَعْري طويلاً

ليشبهَ نخل العراق.

ويظهر الديوان النــزعة العروبية القومية التي تأصلت في روح الشاعرة منذ البدايات، وهو ما انعكس في أكثر من قصيدة في الديوان كما تضمن قصيدتها الشهيرة (نخلة تشرب من بحر العرب) التي تقول في مقطع منها: 

إنني بنت الكويت

غرفتي الشمس..

ومن بعض أسمائي الصباح

وجدودي اخترعوا الأمواج ..والبحر ..

وموسيقى الرياح .

صادقوا الموت .. فلا الخيل استراحت

من أمانيهم..

ولا السيف استراح.

كيف لا نشكر من ماتوا

ليبقى النخل والقمح وزهر الجلّنار

والحروف الأبجدية؟

كيف لا نشكر من قد أشعلوا أعينهم

كالقناديل لكي يأتي النهار؟

وسواء على صعيد الشكل، أو المضمون، فقد وثّق هذا الديوان، والذي كان علامة فارقة في سلسلة دواوين الشاعرة التي قاربت العشرين مجموعة شعرية، مرحلة هامة من تجربتها الشعرية والفكرية، التي شهدت الكثير من الانزياحات في ما بعد.

وقد حمل الديوان سبع قصائد متفاوتة الطول متقاربة الاتجاه النفسي والفكري، حملت عناوين: أنا البحر والشمس واللؤلؤة، مازال لدينا شعراء يكتبون، إنني ضيفة وأنت الشاعر، حوار الورد والبنادق، سال الشهد من قلب الرطب، نخلة تشرب من بحر العرب، حوار مع وفيقة في ليلة زفافها

وجاء الديوان في 130 صفحة من القطع المتوسط.. وحمل غلافه لوحة بريشة الشاعرة، وقد صدر عن دار سعاد الصباح للنشر.

 

 

إليــــــك يا ولــــــدي

وتزامنا مع عودة الحياة إلى معارض الكتب العربية أصدرت د. سعاد الصباح طبعة جديدة من ديوانها “إليك يا ولدي “الذي حمل رقم الطبعة الثالثة عشر، بعد أن كانت طبعته الأولى قد صدرت عن دار المعارف في القاهرة في العام 1982. وكانت الشاعرة قد كرّست هذا الديوان لرصد حادثة مريرة عايشتها كأم وشاعرة، وهي حادثة وفاة ولدها البكر مبارك بين يديها في الطائرة نتيجة أزمة ربو حادة. وقد تمكنت الشاعرة من نضــح الآلام والأحزان التي عاشتها الأم نتيجة هذه الفاجعة التي ألمت بها عام 1973، والتي شكّلت ندبة عميقة في روحها عجزت السنوات عن محوها. ومن الطبيعي والحال هذه أن تتوشح قصائد هذا الديوان بالحزن على فقد كبير كهذا الفقد، ومن أجواء الديوان هذا المقطع: 

ولدي.. يا كنزَ أيامي و يا حُلمَ سِنيني

يا شبابًا كُلمَّا حدَّقتُ فيهِ يَزْدَهِيني

ليتَ آلامكَ كَانتْ في كِيانِي تَعتَريِني

آهِ من طائرةِ الموتِ التي هزَّت يَقين.

الملاحظ أن حالة الحزن سيطرت على قصائد الديوان كلها، فبدا كما لو أنه قصيدة ملحمية طويلة اختزنت تباريح اللوعة والأسى، وعكست المعاناة المريرة التي عايشتها الشاعرة جراء هذا الفقد الكبير والمفاجئ. 

علامتان فارقتان في تجربة سعاد الصباح الشعرية، يكرسهما ويشهد عليهما هذان الديوانان.

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

أهم الأخبار

سمو محافظ الأحساء يستقبل مدير شؤون الإسكان بالمنطقة الشرقية

  المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • أكتوبر 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     1234
    567891011
    12131415161718
    19202122232425
    262728293031  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com