تتعدد طاقات أفراد المجتمع في المملكة بين تقنية وادارية  وحرفية كما هو الحال أيضا في الثقافة والآداب والفنون الجميلة ,وتتسم جغرافية المملكة بتنوع ثقافاتها  أنطلاقا من الوسط الى الشرق والغرب والشمال والجنوب كل له موروده الثقافي وطابعه الاجتماعي الذي يزخر به وفي محصلة كل هذا تمتلك المملكة طاقات شبابية مبدعة وهي من فئات عمرية تختلف اهتماماتها , ومن بين كل هذا يفتقد المشهد   الصورة القوية التي نبحث في داخلها عن تلك الفئات بأكملها .

عند  ظهور كاميرات الهاتف كانت تلك  ثورة تقنية جميلة ولكن تم اساءة استخدامها بشكل واسع  واضافة الى ذلك ظهور اليوتيوب الذي اصبح ملجئ لأصناف عديدة من المحتويات الغير منضبطة سلوكيا مما رسخ وأطر لدى فئات كثيرة  صورة نمطية عن الشباب السعودي كانت غير عادلة في حقه ورسخ صورة عديمي التصرف وحسن السلوك وأبخس الصورة الحقيقة له,  وفي السنوات الاخيرة وبدخول تطبيقات جديده مثل سناب شات بدأ هذا الامر يتلاشى شيء فشيئا ودخل في منحى آخر وهذا ايضا عززته الماده الثالثة من الجرائم المعلوماتيه وهي  أن أي  تصوير لأي شخص واظهاره في المواقع الاجتماعية دون علمه  هي عقوبة  تستوجب السجن لمدة عام مع غرامة مالية كبيره .

نستطيع القول بعد تشريع قانون تجريم تصوير الافراد بغير حق  أننا نوقف نزيف المحتوى المشوه لصورة الشباب السعودي و الذي هزت جانب منه تلك المحتويات الهزيله  ولكن هناك تحدى من نوع اخر وهو لو قمت اليوم بمحاولة  الكتابة  على اليوتيوب ( مبدع سعودي ) أنظر كم من الممكن ان تحصل على اجابة بداخل محرك البحث عن المبدعين  ولربما تصدم بمصادفة محتويات قديمه مليئه بالاستهزاء والاستهتار , اذا نحن هنا امام نوع من المآساة لأننا لم نحفظ حق اي مبدع ولم نرسل رسالة لداخل المجتمع بأن ابناءه اقوياء وعلى قدر كاف من القوة التي ترفع من قدر هويته ,  على هذا الدور يفتقد اعلامنا المرئي  تلك الصورة المناسبة لوضع هذه الفئة في مكانها الصحيح وتقديمها بمستوى عالي ولاسيما نحن في عصر المرئيات قبل السمعيات , أننا امام مسؤولية كبيرة  فأن أي اختراع وأي ابداع هو نقطة ومكسب يحتسب للمملكة ولا يجب ان يهمل أين ماكان وهو  ليس فقط  لتصدير صورة قوية للشباب السعودي  ولكن على أيضا على صعيد بناء الثقة داخل المجتمع لأفراده واللذين هم حافظوا هويته وثفافته ومنارة للوطن .