تم النشر في الأربعاء, 24 يوليو 2019 , 10:05 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , مقالات

الحلقة الرابعة والثلاثون من رواية ( عين الحريم ) للاستاذ أحمد المغلوث

 

الحلقة  الرابعة والثلاثون :

 

عاد صاحبنا الى بيتهم ومدينته لاتتسع لفرحه وسعادته اولا لحصوله على الدواء . الذي سوف يقضي على معاناته  التي تسبب فيها عمله بطريقة غير صحية ووضعية غير مناسبة . وثانيا حصوله على فرصة عمل جديدة  لعمل ديكور ستوديو ( المصور سالم ) و رسم الجداريه الداخلية واللوحه الخارجية . حمد الله كثيرا واخبر والدته وشقيقته بالعمل الجديد الذي سوف يبدأ فيه عندما تتسلم الشركة لوحاتها  وكانت الفرحه قد باتت واضحة على ملامحمها  .نظرت اليه والدته باسمة ورفعت يديها داعية له بمزيد من التوفيق والنجاح كذلك فعلت شقيقته  الحبيبة بعينيها اللتين تشعان ذكاء وطيبة وقالت : حان وقت الصلاة . لاتصلي في غرفتك . الصلاة جماعة كلها خير وبركه . فردد عليها وهو يحمل حزمة المجلات والصحف متجها لغرفته ” المرسم ” .والله اعرف  . والحمدلله فيه وقت . ابشري يا ام محمد  . لحظات ورايح المسجد.. قبل ان يعبر الرواق قالت له والدته : بعد الصلاه . مر على جدتك كانت تسأل عنك . فرد عليها باسما أطمئني  لاتوصين حريص وسألت عنها العافية  ..وكان بيت خاله . خلف مسجد داود .  وبا القرب من بوابة الحزم .. عند الخروج من المسجد التقى  بزميله عبد الرحمن . الذي راح يستفسر منه عن غيابه عن  الحضور الايام الماضية وعدم مشاركتة في لعبة القدم   . والتي كان  يطيب له في بعض الايام ان يلعبها مع مجموعة من زملاء الدراسة في المرحلة الاعدادية  وبجوار اشجار السدر  ” بالعازمية ”  على بعد خطوات من بيتهم .فرد عليه شاكرا استفساره  واعتذر منه بلطف  عن المشاركة في اللعب مبررا ذلك بظروف  عائلية قاهرة  . لم يحب أن يخبره بأنه ينفذ اتفاقية عمل .. وقال عبد الرحمن . حسنا . لو الواحد منا يهتم بالظروف العائلية ما خرج من بيته . كان الله في عونك .!  استأذن من زميله واتجه الى مخبز ضيف الله  والذي يقع بجانب مدخل المسجد وكان من ابناء المدينة المنورة  استوطن الاحساء عقود من السنوات قبل ان يعود للمدينة  بعدما حصلت اسرته على تعويضات كبيرة خلال النمو والتطور الكبيرين الذي حدث في طيبة الطيبة وتوسعة المناطق المحيطة بالمسجد النبوي الشريف .  واشترى من المخبز ( شريك وشابورا )  لجدته ولبيتهم . واقبل على جدته ” نورة ” التي كان يحبها ويعز كثيرا  محييا ومقبلا راسها ويدها كعادته .وكانت ” الحناء” التي تخضب يديها المعروقتين تفوح منهما رائحته العطرة التي امتزجت برائحة العود   كانت تجلس في رواق البيت بجانب الروااق وعلى الرغم من زحف التجاعيد والقضون على وجهها الا ان جمالها مازال يعلن عن نفسه متحديا الزمن . كانت رحمها الله قد تجاوزت عقدها التاسع . الا إنها كانت بصحة وعافية .رحبت به بصوتها الخفيض وهي ما زالت تداعب حبات سبحتها الطويلة . جلس الى جوارها .. وقالت باسمه  : من طول الغيبيه . وقبل ان تكمل قال اشتهيت لك ( شريك وشابورا ) اعرف انك تحبيينهما مع الحليب . فردت عليه : حبتك العافيه ياحبيبي .. ومرت بضع دقائق . ثم استأذن  بعدما قبل راسها مودعا وسلم على زوجة خاله التي جاءت عندما شعرت بوجوده .وكانت بمثابة امه فهي ارضعته عندما كان طفلا .  وعلم منها أن  بقية أهل البيت قد غادروا الى بستانهم  منذ الصباح الباكر . ثم استمرت تقول :  شاكرة  وهي تطالع كيسة ( الشريك والشابورا ) كلفت نفسك يا ولدي . فرد لاشكر على واجب . هذا بيتي . ثم صمت برهة وهو يفكر وقال  نسيت ترى الوالده تسلم عليك .. وتشكرك على قفة الرطب الخلاص ..وأومأت برأسها إيماءة خجل وقالت تمنينا لو جاب سواق خالك ” تين ولا خوخ وليمون ” يوم أمس كان ارسلناهم لكم . لكن ملحوقه لما نرجع المغرب من ” البستان ”  نجيبهم معنا . انا  الان اجهز الغداء .. وفي انتظار  خالك يمر علينا  ونتوجه الى هناك  .. الا على فكره يا ولدي ليه ماتنتظر وترافقنا ولدي عبد العزيز موجود ايضا في ” البستان ” سوف يفرح بحضورك   . ويمكنكما التسلية معه  . هناك  “كيرم ”  واحجار دومينو .. ! لم تبد  على ملامحه الموافقة والرغبه  . فهو لديه هذه الايام مايشغله عن التسليه واللعب .. ثم استأذن  . وخرج وفي ( دهليز ) البيت حمل  “الكيسة” الورقية الخاصة ببيتهم  والتي بها الشريك والشابورا  وخرج من الباب . كانت الاكياس الورقية في تلك الايام تصنع يدويا في بعض البيوت من مخلفات اكياس الاسمنت الداخلية وتلصق بغراء  . وتباع على المخابز وحتى حوانيت ودكاكين سوق القيصرية بمدينته قبل ان تنتشر الاكياس البلاستيكية بعد ذلك بسنوات .. اخذ يتأمل الطريق ” الشارع ” الممتد من مسجد داود والذي بات في هذا الزمن جامعا كبيرا  .. بعدما تم تطويره من ورث صاحبه . عبر امام الشارع المؤدي لداخل المدينة والذي كان بيتهم القديم يقع مباشرة عليه  في حي ” السياسب ” الشهير .  هاهي ” العازميه على يمينه ” والبيوت التي فتحت ابوابها ونوافذها على الشارع  على يساره   .. كانت اشعة الشمس في هذا الوقت من ” الظهيرة ” تشع بصورة قوية تكاد تحترق الكيسة الورقية التي وضعها على رأسه حماية من هذه الاشعة اللعينة واحس بأن العرق ينضح من كل مكان في جسده النحيل وينساب ليحيل “فانيلته ” وحتى سرواله  الى عجينة قماشية غارقة في بحيرة من العرق  .. وتصور انه لو استمر في هذا الطريق الى نهايته فسوف  يحترق الكيس الورقي ويشعل رأسه . بل ويتحمص مابداخله من شريك وشابورا . ثم فطن عندما وصل الى بيتهم الى تفاهة  افكاره وتصوراته السريالية  الغريبة . ثم تبسم عندما وقع بصره على والدته وهي قادمة من المطبخ  . فقالت له : اكيد وراء ابتسامتك شيء  ممكن تقول لامك اللي تحبك  السبب ؟ فرد بابتسامه اخرى وهو يضع ” الكيسة”  في “روزنة ” الرواق . ابدا بس فكرت مادام ” ديرتنا حارة الى هذه الدرجه وبلدنا ولله الحمد غني ليه  ماتقوم الدوله حفظها الله بعمل اروقة على طول الطرق والشوارع الرئيسة لحماية الناس من اشعة الشمس في الصيف والامطار في الشتاء وتجعل من الشوارع لوحات فنية من الاروقة والاقواس والزخارف .. مجرد فكرة خطرت على بالي وانا جاي من بيت خالي / يتبع غدا

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • مايو 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     123
    45678910
    11121314151617
    18192021222324
    25262728293031
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com