تم النشر في الجمعة, 19 يوليو 2019 , 02:01 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , مقالات

الحلقة الثانية والثلاثون  من رواية ( عين الحريم ) للاستاذ أحمد المغلوث

من لوحات المؤلف عن الالعاب الشعبيه للاولاد /

الحلقة الثانية والثلاثون /

الله يهديهم  . يعني ما قرروا هؤلاء النسوة زيارة الوالده  الا هذه الايام . قال ذلك لشقيقه وهما يواصلان نقل مايحتاجه لعمله  في كتابة اللوحة الانجليزية في المجلس . فا لنساء قادمات بعد قليل من الوقت .لامحالة  واطلق من صدره ” زفرة ” راحة واسترخاء  بعدما انتهيا من طي سجادة المجلس الثمينة ووضعاها في راوية المجلس الغربية بجانب النافذة الوحيدة فية والمطلة على الشارع الرئيس . وجمعا ” الدواشق ” والمساند والتكايات ووضعاها على بعض  وبترتيب .حتى البسط المخططة باللونين الاحمر والازرق والابيض وبخطوط طولية والتي كانت مفروشة تحت السجادة حملاها . خوفا من ان تتلوث بـ “البوية ” وبانت لهما الارضية الاسمنية .وحملا اللوحة ” الصاج ” ووضعاها على الارضية  وعند هذا الحد  تركه شقيقه داعيا له بالتوفيق .وهو يقول له:  مهمتى انتهت . اعذرني فسوف اذهب لاكمل  قراءة رواية  كنت قد بدأتها هذا الصباح  واذا كنت بحاجة ضرورية لي فأنا في غرفة المعيشة .  وسوف نذهب سويا لصلاة المغرب .. على فكرة  يبدو ان الزائرات قد وصلن اسمع اصوات اطفالهم  .. القطار ينزلق بسرعته الرتيبة قادما من  محطة بقيق . فقام وفتح نافذة  المجلس وازاح الستارة . كان موقع بيتهم  يتيح لساكنيه مشاهدة القطار  .  قبل ان تزحف الكتل الاسمنتية لتبتلع فيما ابتلعته من اراضي وحتى مزارع . انها ضريبة التقدم والتطور .. يذكر مره وكان عائدا من الدمام مرورا بابقيق انه ركب القطار بصحبة والدته عندما كانا عائدين من زيارة لشقيقتها التي تقيم في الدمام . ويذكر باسما انه عندما اقترب القطار من المنطقة المواجهة لبيتهم طل من نافذة القطار وراح يلوح بيده لساكنيه . مثل الذين بلوحون بايديهم عندما يعبرون وسط المدن بل والاحياء . شاهد مثل هذه التلويحات العفوية والبسيطة في الكثير من الافلام القديمة ..  وحينما طالع من النافذة كانت ” العازمية ” وهي في السابق مزرعة لاحد اعيان المدينة تحتل مساحة كبيرة في حدود ال 60 الى 80 الف متر . لكنها الان باتت ارضا مهدورة ومتربة لاتوجد فيها الا بعض اشجار السدر  الواتي قاومن الموت  لفترة طويلة وكانت هذه الاشجار متجاورة لبعض  في علاقة حميمة وعناق دائم بين اغصانها  . وكانت اشبه بغابة مصغرة تحتضن  ظلال دائم على مدار اليوم . مما جعلها  مكانا جاذبا  ومناسبا ليلعب فيها فتيان الاحياء المقابلة . فعلى  فروع اغصانها  الكبيرة تعلق بين فترة وأخرى حبال ” الدروفة ”  وتحت ظلالها يلعب الاولاد العابهم الشعبية والتراثية القديمة .. ويذكر انه رسم اكثر من لوحه  من وحي المكان .  لم يطيل النظر في النافذة كثيرا فلقد جاءت ام ابراهيم حامله له ” ترمس ” الشاي  مشروبه المفضل . وصحن صيني به بعض قطع “الملتوت ” بسكويت منطقته الشهير . راح يكمل عمله بعدما ” فرش ” اللوحة الورقية الكبيرة التي سبق وان فرغ كلماتها وعباراتها  على اللوحة الصاج البيضاء بعدما ثبتها جيدا بلاصق .ومن ثم قام  بوضع جزء من ” فلينة ” في علبة اللون  الذي اختارته الشركة  وراح يغمس الفلينه في اللون ومن ثم يطبعها على الورقة الكرتونية . كرر ذلك بتأني وصبر شديدين  . تخلل ذلك لحظات مدد ضهره على احد “الدواشق ” الذي تركه  في مكانه مع احد المساند ليستريح عليه بين فترة واخرى ..كان قد استلقى خلال هذه الفترة على ظهره للراحة اكثر من مره فالوضعية التي يقوم بها  خلال عمله غير صحية ومؤلمة في حالة الاستمرار فيها لفترات طويله . ولكن ما العمل لابد مما ليس منه بد ..  واصل العمل حتى موعد  صلاة المغرب  وشعر بأنه كمن قطع طريق  سوق الحميس  بالهفوف الى بيتهم في المبرز كما فعل ذلك  سابقا مشيا على قدميه  . تمدد في نهاية العمل على ” الدوشق ” الوحيد . ولم يكن لحظتها بحاجة الا  ليأخذمزيدا من الراحة . قبل ان يذهب مع شقيقه للصلاة في  جامع داود .. اول جامع تم تشييده خارج سور مدينته . والذي يقع على امتداد شارع بيتهم ..شعر براحه . وكمن خرج التعب من ظهره الذي كاد يتصلب .ماهي الا لحظات واذا بشقيقه يناديه .  فطلب منه التريث قليلا حتى يتوضأ ويغير ملابسه . / يتبع غدا

 

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر