تم النشر في الإثنين, 15 يوليو 2019 , 11:11 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , مقالات

الحلقة الثلاثون من رواية ( عين الحريم ) للاستاذ أحمد المغلوث

الحلقة الثلاثون   

بعد صلاة العصر .  وقبل ان يخلع ملابسه ليلبس  “إزاره ” الذي يفضل دائما ان يعمل به  . اذا بشقيقه الصغير يدخل عليه في مرسمه وهو ينادي عليه . أخوي . ناس يسألون عنك اثنان يبدو انهما اجنبيان والثالث سعودي . أحسن وضع ثوبه ووضع طاقيته على رأسه واتجه  الى باب البيت . واذا  .. بمسئول الشركة الذي زاره قبل يومين . وزميل دراسته بدر . وشخص آخر يبدو انه من اهل الشام .. رحب بهم . ودعاهم للدخول في مجلس البيت  .. وبعد ان اشعل نور المجلس . وتبددت الظلمة التي كانت تخيم عليه مثل ” ظلمات ” جبل قارة الشهير في منطقته.هز المسؤول رأسه بطريقة  المندهش وهو يشاهد مع مرافقيه اللوحتان الاتي افترشتا المكان بل وغطت جزء كبير من السجادة الافقانية الثمينة . وراح يردد عبارات الاعجاب وحتى الدهشة مما شاهده  في اللوحتان . والرجل المرافق يردد مترجما كلمات  مديره وقال له : مبروك . المدير معجب بالبروفه . واضاف ماشاء الله كيف عرفت تكتب العبارات الانجليزية بهذه الصورة الجميلة .. فرد عليه كاذبا : كنت اقوم بتقليد ما اشاهده من حروف انجليزية ومع الايام . وكاد يقول له  الحقيقة او سر العمل . وانه فرغ الكلمات بعدما رسمها .وبعدها حبر الفراغ  باسفنجة الغسيل المشبعة باللون الاسود .. نظر اليه المدير نظرة متسائلة وهو يقول . اوكيه  كم من يوم تتوقع انجاز  جميع اللوحات  فرد عليه عشرة ايام تقريبا . نظر اليه الثلاثة نظرة طويله . أنت متأكد  . دهش زميله . وهو يقول له : عشرة ايام اليست كثيره  .. ؟ تململ صاحبنا يريد أن يقول له شيئأ ما لكنه بلع قوله. وما اكثر مايبلع الناس كل الناس مايريدون قوله في بعض المواقف . وتدخل المدير لحظتها وقال لامانع . وبعد ساعة من الآن سوف تصلك اللوحات ( الصاج ) مع اللون الذي اختارته الشركة  . فهو لون خاص بها . بل أنه لون شعارها ..( كان ازرق غامق يشبه لون علب أحد المشروبات الغازية الشهيرة  . طالعه الزوار الثلاثة وهم يستعدون للخورج من المجلس . لكنه طلب منهم الانتظار دقائق على الاقل لتناول عصير الليمون . قام بطي اللوحتان الورقيتان وضعهما جانبا . واستأذن لاحضار العصير . كانت والدته على علم بموعد حضورهم فكان العصير قد جهزته  مبكرا . بل انها ارسلته مع شقيقه وكادا يصطدمان في الطرقة مابين المجلس وغرفة الطعام . لولا الله ستر .  شرب الجميع عصير الليمون  وكانت والدته قد اضافت اليه بعض من اوراق النعناع  .. انفرجت الأسارير  بعد تناول العصير فحرارة الجو كانت شديدة ذلك اليوم على الرغم من وجود مروحة سقفية في المجلس لكن جهدها  كان محدودا في التقليل من الحرارة . عكس العصير المثلج والذي فعل فعله بصورة واضحة  بل قوية . كما فعل فعله ايضا بمشاهدته لعقد العمل . الذي كان يحمله مرافق المدير . على بركة الله وقع العقد وتسلم دفعة اولى (  .. )  بعد ان جلسوا جميعا على ” دواشق ” المجلس متربعين  ثم ودعهم بعدها  نهض الجميع  متجهين الى خارج البيت..لا أحد يستطيع أن يعرف مايجري في داخل نفسه . مزيج من المشاعر . فرح وسعادة واعتزاز بموهبته . فلقد اخبره زميله بدر . عند خروجهم بأنه محظوظ فهم ترددوا على اكثر من محل ( خط ورسم ) في المدينه ولم يجدوا من يحسن خط اللغة الانجليزية  حدث ذلك قبل اكثر من اسبوع  وقبل حضورهم لمنزله ( في الثمانينات الهجرية لم تكن العماله الاجنبية موجودة في المنطقة  اللهم بعض المدرسين الذين كانوا يكارسون العمل من منازلهم )   ..نعم انه الان سعيد جدا  ففي جيبه مبلغ كبير من المال.. ولم يتردد لحظتها أن يسجد لله شاكرا وممتنا على كرمه . وعلى ماوهبه الله من موهبة .استطاع بجده ان ينميها منذ الصغر وكما قال مره : ( سلفادور دالي ) داخل كل منا موهبة فليبحث عنها وينميها والا فسوف تتلاشى مع الايام .! كانت والدته وشقيقته الكبرى في رواق البيت  . وكانتا في شوق لمعرفة النتيجة  .. وهل نجحت ” البروفه ” ام لا  . واذا به يخرج المبلغ الكبير من جيبه ويضعه في حجر والدته وهو يقبل رأسها مرددا هذا ببركة الله ثم بركة دعائك . خذي نصف المبلغ لك   والنصف الاخر  .سوف اشتري به أشياء احتاجها في عملي .. بعد اقل من ساعة اذا احدهم ينقر على الباب الخارجي لبيتهم .. كان يتوقع وصول اللوحات ( الصاج )  حسب ما اخبره مسئول الشركة .قبل ان يتوجه الى الباب .طلب من والدته وشقيقته الانتقال الى  غرفة المعيشة   . تحسبا لدخول عمال الشركة الى داخل البيت  ..  كانت السيارة الامريكية البكب قد رجعت الى الخلف لتكون بالقرب من باب البيت . رحب بقائد السيارة وكان من المواطنين  أما مرافقه  فكان هو نفس الشخص الذي حضر سابقا    . بهمة ونشاط لافت قاما السائق ومرافقه بحمل اللوحات واحدة بعد الاخرى وقد ثبتت كل لوحة من الصاج  باطار من من الحديد . مما جعل كل لوحة متماسكة ولكنها كاتت ثقيلة نوعا ما و بحاجة الي اثنان لحملها  . وراح صاحبنا يردد بينه وبين نفسه . الله يكون في العون .. وكان وضع كل لوحه على بعض يحدث صوتا مزعجا على الرغم من حرص حامليها على التأني خوفا من الخدش او الاحتكاك . فالشركة قد قامت بطلاء كل لوحة بلون ناصع البياض ويبدو انها نفذت ذلك  من خلال  ورشة  سمكرة .. ثم سلماه عددا من علب اللون الخاص بالشركة  .. لم يقبلا دعوته لتناول القهوة والشاي . لكنهما طلبا منه فقط ماء بارد . فكان العرق ينضح من وجهيهما كاشفا عن مابذلاه من جهد كبيرفي حمل جميع اللوحات . ودعهما شاكرا وتمنيا له التوفيق !   .. . إنها ليلة غير عادية في بيتهم .. تجمع افراد  أسرته الصغيرة لمشاهدة اللوحات والتي وضعت في الجهة الشمالية من ساحة البيت ” الحوي ”  وراحوا جميعا يباركون له اتفافية هذا العمل الكبير وهو مازال فتي  صغير في نظر والدته . وشقيقته . ولمحت الام على وجهه ملامح السعادة فقالت له . أكثر يا ولدي من الحمد والدعاء والشكر لله العظيم الذي منحك القدرة على رسم مثل هذه الاشياء التي تجلب لك المال . وتسعدك ومن يحبك . بارك الله فيك .. نفس الكلام رددته تقريبا شقيقته أم محمد ..  في جوف مرسمه والذي تكدس بكل مايخطر على لبال تمدد على سريره المعدني الذي احتل الزاوية الجنوبية الغربية منه . مد يده واخرج المال ووضعه تحت وسادته  .. وراح يفكر في الاشياء التي  يحتاجها في ممارسة هواياته . كاميرا  . الوان . .فرش رسم . وو –  وراح يسجلها في احدى صفحات مجلة الهلال  التي كانت الى جانبه كعادته  وكان العدد صدر في ذو القعدة1383هـ  .. / يتبع غدا

——————-

اعتذر من تأخري في نشر هذه الحلقة لظروف خارجة عن ارادتي . المؤلف

 

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • مايو 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     123
    45678910
    11121314151617
    18192021222324
    25262728293031
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com