تم النشر في الأربعاء, 24 يوليو 2013 , 08:25 مساءً .. في الأقسام : صحة
الولادة القيصرية
كيف تتم ؟؟
إن الاصطلاح العلمي لهذه الحالة هي ” الولادة العجزية ” , فالظاهر أن كثيراً من الأطفال يبدون منذ اللحظة الأولى لخروجهم إلى نور الحياة , ترددا عملياً في مواجهة العالم و هؤلاء يخرجون إلى الدنيا من أعجازهم لا رؤوسهم .
ففي بواكير فترة الحمل , أي عندما يكون السائل النخطي في الرحم غزيراً , يسمح للجنين بالتقلب السهل في هذه البيئة المائية , يجد الجنين حرية للتحرك كما يحلو له , و في هذه المرحلة يكثر اتجاه الأجنة العجزي نحو فتحة المهبل , لذلك فإن كثير منها يكون في الشهر السابع من الحمل به متجهاً بعجزه , و لكن هذا الوضع لا يكون مستقراً لأن وضع الرأس يكون قابلاً للتعديل , و سبب ميل الجنين في الشهور الأولى من الحمل إلى الاتجاه العجزي , يلاحظ أن الطفل الخديج أي المولود قبل اكتمال الفترة الطبيعية للحمل , يولد في كثير من الأحيان ولادة عجزية .
و مهما يكن من أمر , فإن وضع الجنين في رحم أمه لا علاقة له بقوة الحركات أو ضعفها , التي يؤديها في الرحم .
قد يكتشف طبيب التوليد قبيل الوضع أن عجز الجنين لا رأسه يحتل مكان الأسبقية في النزول , و ذلك عندما يتبين جلوس الجنين على إليتيه . و من السهل على الطبيب اكتشاف ذلك , لأن موقع الرأس عندها يكون أعلى البطن بدلاً من أن يكون فوق العظم العاني , و على كل حال , فإن هذا الوضع ليس نهائياً . بل إنه قد يتبدل عند بدء الطلق و قد لا يتبدل .
فإن فضل الجنين أن يبقى مواجهاً الدنيا بعجزه فعندها قد يكون من الأسلم للأم أن تتم ولادتها بالشق القيصري . و لكن قراراً بهذا الشأن يعتمد على عوامل عدة منها حجم الجنين و حجم الحامل و كيفية تقدم عملية الولادة . و لهذه الأسباب يحرص طبيب التوليد على المراقبة الدقيقة لوضع الطفل .
هناك أطباء يحاولون قلب الجنين من الوضع العجزي إلى الرأسي . و هي مناورة تتم من خارج الرحم بمساعدة نوع من العقاقير التي ترخي الرحم . و لكن هذه المناورة تحتم أن يكون الطبيب على قدر كبير من الخبرة و التدريب , إذ ليس الأطفال جميعاً ممن يسهل تغيير أوضاعهم , و هؤلاء يستأنفون وضعهم العجزي حتى بعد تقلب أوضاعهم , كما أن هناك محاذير متعلقة بهذا الإجراء كأن ينضغط الحبل السري أو ينعقد , لذلك فإن من الضروري الاستمرار في مراقبة القلب مراقبة دقيقة عند القيام بهذه المحاولة .
هناك عامل آخر يؤثر على درجة سلامة التوليد المهبلي للطفل العجزي الاتجاه , ألا وهو وضع الرأس , فأسلم الأوضاع هو أن تكون ذقنه ملتصقة بصدره مع انشداد الرأس . أو عندما يكون الرأس مرتداً إلى الخلف في وضع التحديق في السماء . فإن معظم الأطبا يوصون بأن يتم التوليد بالشق القيصري , و ذلك بسبب ازدياد خطر إصابة أعصاب العنق و الصلب عند التوليد من المهبل و الجنين بهذا الوضع .
و لكن كيف يتم التعرف بدقة إلى وضع رأس الجنين و ساقيه ؟ يقول كثير من الأطباء أن التصوير بالأشعة السينية هو خير طريقة لتقدير وضع الطفل .
لذلك , فإن الطبيب يقوم بدراسة كثير من العوامل قبل أن يتخذ قراراً بإجراء العملية القيصرية , و على سبيل المثال , فهنالك أشياء شاذة رشيمية كتضخم الرأس أو خراج العمود الفقري قد تجعل توليد الجنين مهبلياً أدعى إلى إيذائه .
فالأطفال الخدج أي الذين تقل فترة الحمل بهم عن المدة الطبيعية أو ينقص وزنهم عن حوالي كيلوغرامين و ربع – كثيراً ما تكون رؤوسهم أضخم بالقياس إلى أجسامهم من الأطفال القريبين من مدة الحمل الطبيعي . فإذا كان عجز الطفل الخديج متجهاً إلى أسفل بدلاً من رأسه , فإن الجسم ذاته قد يكون من السهل توليده مهبلياً , و لكن الرأس الذي ينزل بعد نزول سائر الجسم في هذه الحالة قد يتعرقل نزوله من المهبل و عنق الرحم بسبب ضخامته , و لذلك فهو لا يولد إلا بصعوبة , و قد أشارت دراسات أجريت في الستينات على مثل أولئك الأطفال المولودين عجزياً بأنهم أكثر من سواهم تعرضاً للمشاكل المتعلقة بالتوليد بل بما في ذلك الرض الولادي , , لذلك فإن من أجل تفادي المخاطر الزائدة , دعا الأطباء الذين أجروا تلك الدراسة إلى الإكثار من التوليد بالعملية القيصرية , و لكن بالنظر إلى أن العمليات القيصرية ليست خالية تماماً من المحاذير بالنسبة للأم , فقد ركزت دراسات أجريت فيما بعد على ضرورة التحديد الدقيق للفئات المختارة من الأطفال العجزيين الذين يمكن توليدها مهبلياً .
و إذا لم يتخذ الطبيب قراراً بتوليد الحامل قيصرياً , فقد يجوز توليدها مهبلياً , و لكن الطلق يجب أن يراقب بالنسبة لقوة التشنجات الرحمية و تواترها , و يراقب قلب الجنين الكترونيا , و يجب أن يراقب بعناية أيضاً سير عملية الطلق للتأكد من توسع عنق الرحم , و نزول الطفل عبر المهبل , فإذا ما تباطأت عملية الطلق أو توقفت فعندها قد يكون من الضروري إجراء الشق القيصري .
اعداد قسم الترجمه عن مجلة ومان الامريكية
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليقاً