فواز عزيز

أعلم أن القراءة ليست حكراً على الكتب، والثقافة ليست محصورة بين دفتي كتاب، لكن القراءة أهم مصادر العلم والمعرفة حتى لو تحول من “ورق وحبر” إلى “رقمي” بلا وزن ولا رائحة؛ فستبقى فيه روح العلم.
إذا كانت الكتابة خليط من لغة وموهبة تشاركهما الصنعة في تكوين “رؤية” الكاتب فإن “القراءة” هي خليط من الثقافة والمعرفة يشاركهما “الفكر” في تكوين شخصية الإنسان.
وإذا كانت القراءة هي تكوين معرفي وثقافي للقارئ فإن حروف الكاتب الشاب عبدالله المغلوث هي روح التفاؤل، وعين النظرة الإيجابية للحياة، وأذن موسيقية تلاعب الروح بلا صوت فتُذهب اليأس، وتُنمي الطموح والأحلام.
كتب عبدالله المغلوث في “الوطن” مجموعة مقالات جمعها في كتاب بعنوان “مضاد حيوي لليأس” يحكي فيها قصص نجاح سعودية، بأسلوب رشيق، وسرد قصصي بديع، ولغة لذيذة، تخلط المعلومة بالتفاؤل، والنصيحة بالتحفيز المؤثر، وتعيد النجاح إلى مكانك وزمانك، بعيداً عن قصص نجاح مستوردة من الخارج أو من الماضي.
في 26 قصة يستطيع كتاب “المغلوث” أن يمنحك روح التفاؤل، ويحصنك بـ”مضاد حيوي لليأس” طبيعي لا يحوي مواد صناعية ولا مبالغات لغوية؛ لأنه يروي حكايات نجاح محلية عايشها وعايشناها نحن، نراها بيننا، ونسمع أسماءها تتردد على آذاننا.
أدرك جيداً أن القراءة صعبة على النفس، وأن معارض الكتب أصبحت معارض تجارية للتسوق والتجول وتأمل الوجوه، فأغلب المشتريات منها تبقى على الأرفف لتجمل مكتبة منزلية لا تفارقها إلا بيد صاحبها باحثاً عن معرفة مؤقتة، ثم تعود أوراقها إلى السكون؛ ولا أحتاج إلى أن أقول إن جزءاً من السبب هم المؤلفون والناشرون الذين أسرفوا علينا بالتأليف والنشر دون بحثٍ لما يحتاجه المجتمع، ودون إبداعٍ في التسويق، أو تقديم المؤلف بطريقة ترغب القارئ في مطالعته والبحث فيه، إلا ما ندر من النادر منها، وللأمانة فإن بعض الكتب تقرؤها مرتين وثلاث بلا ملل وكأنك تقرؤها للمرة الأولى.. وأجزم جزماً قاطعاً أن كتاب “مضاد حيوي لليأس” أحد هذه النوادر.
(بين قوسين)
لو كان للتفاؤل “دواة حبر” لكان قلم “المغلوث” مغموساً فيها.

————–

عن الوطن