تم النشر في الأربعاء, 16 يناير 2019 , 08:43 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , مختارات

الإيرانيون غاضبون من بذخ أبناء حكامهم في ظل التقشف

 متابعة المواطن اليوم

يثير أسلوب حياة أبناء الحكام وكبار المسؤولين في النظام الإيراني غضب المواطنين العاديين، حيث بات هؤلاء ظاهرة مثيرة على مواقع التواصل وينشرون يوميا تفاصيل حياتهم المرفّهة وبذخهم بتفاخر، ويعرضون مقتنياتهم باهظة الثمن والحفلات الباهرة التي يحضرونها وحتى يتباهون بسهولة حصولهم على المال والوظائف.في المقابل، تستمر مختلف فئات الشعب الإيراني  تنظيم مظاهرات واحتجاجات واعتصامات واضرابات باتت شبه يوميهةفي ظل التدهور الاقتصادي والمعيشي وارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية، خاصة بعد إعادة فرض العقوبات الأميركية على إيران.وسلطت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في تقرير نشرته الاثنين الضوء على تباهي هؤلاء الشباب من أبناء مسؤولي النظام بثرواتهم عبر نشر الصوروالمقاطع عبر مواقع التواصل ، وبشكل خاص على تطبيق “انستغرام”، وتجولهم بسيارات فاخرة في شوارع العاصمة طهران وارتدائهم ملابس باهظة الثمن وذهابهم بعطلات وسهرات صاخبة في منتجعات فاخرة.وأشار التقرير إلى أنه حتى حفيدة المرشد الأول للنظام في إيران، آية الله روح الله الخميني، تم تصويرها العام الماضي في لندن وهي تمسك حقيبة يد سعرها 3800 دولار، على الرغم من أن البعض يعتقد بأن الصورة قد تكون مزيفة.

ظاهرة المحسوبية

وفي ظل هذه الأوضاع، بدأ الإيرانيون يتحدثون عن عدم المساواة وانتشار ثقافة المحسوبية التي يقولون إنها تفضل من يطلق عليهم “آغا زاده” أي “أبناء الأغوات” أو “أبناء النخب”، على حساب المواطنين العاديين.وفي الشهر الماضي، اضطر كامبيز مهدي زاده، صهر الرئيس حسن روحاني، إلى الاستقالة بعد يومين فقط من تعيينه في منصب رئيس هيئة المسح الجيولوجي في إيران، عقب غضب عارم بسبب اتهامه عبر شبكات التواصل بالمحسوبية.وكان مهدي زاده (33 عاما) قد عمل سابقا مستشارا لوزارة النفط الإيرانية، لكن بالنسبة للعديد من الإيرانيين كانت علاقاته مع روحاني دليلاً على أن المحسوبية لعبت دورا في تعيينه في هيئة المسح الجيولوجي.

وجاءت هذه الضجة بعد حملة مماثلة في الصيف الماضي، عندما حث الإيرانيون على شبكات التواصل الاجتماعي السياسيين على الاعتراف علانية بأي امتيازات يتمتع بها أبناؤهم بسبب نفوذهم في الحكومة.وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد قال في مقابلة مع صحيفة “دنياي اقتصاد” في أغسطس/آب الماضي، أن أبناءه قد عادوا إلى إيران بعد انتهاء مهمته كمندوب لإيران في الأمم المتحدة، ويعملون ويعيشون مع عائلاتهم في طهران، رداً على التعليقات التي طالته بسبب عمل ودراسة أبنائه في أميركا.
ثروات طائلة

هذا وأوردت صحيفة “واشنطن بوست” العديد من النماذج المماثلة لأبناء مسؤولي النظام مثل رسول طلوعي، وهو ابن قائد متقاعد من الحرس الثوري، الذي انتقده رجل دين محافظ على “انستغرام”، عندما بث مقطعا ظهر فيه مع نمر أليف في حفلة فخمة أقامها من أجل ابنته البالغة من العمر سنتين.وكتب رجل الدين مهدي صدر الساداتي على “انستغرام” أنه “من غير الممكن أن يكون أحد بعمر 25 سنة وأن يجمع هذه الثروة بمفرده!”، مضيفاً أن “هذا يتم بينما الناس تكافح لشراء حفاضات لأطفالهم”، ومتسائلاً “في أي دولة تعيشون؟”.

تدهور الاقتصاد عقب العقوبات

ومنذ عودة العقوبات الأميركية على إيران في مايو/أيار الماضي، والتي عصفت بالقطاع النفطي والمصرفي في البلد وشلّت تجارته الخارجية، يعاني الاقتصاد الايراني من الانهيارويعيش الناس العاديون في ضيق شديد حيث البطالة مرتفعة والأسعار في ارتفاع مضطرد والعملة المحلية فقدت أكثر من نصف قيمتها في العام الماضي.لكن حتى قبل إعادة فرض العقوبات، كان التفاوت الطبقي مرتفعا في إيران نتيجة سنوات من التقشف الحكومي، كما قال جواد صالحي أصفهاني، أستاذ الاقتصاد في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا.وكتب أصفهاني في مدونته عن الاقتصاد الإيراني: “إن النظام الاقتصادي الإيراني لا يعامل الناس في أسفل السلم الاقتصادي، كأولئك الذين في القمة”.من جهته، يرى رضا أكبري، الباحث في السياسة الإيرانية في معهد “تقارير الحرب والسلم” ومقره واشنطن، فإن الظروف الاقتصادية السيئة قد ولدت “استياءً استثنائياً إزاء الفساد والمحسوبية وضد أولئك الذين يبدو أنهم في مأمن من تقلب الأوضاع في البلاد”.

الآباء يتكتمون والأبناء يتفاخرون

وفي حين أن أعضاء الطبقة الحاكمة في إيران لطالما تكتموا على أساليب حياتهم الفخمة، إلا أن أبناءهم اليوم يتفاخرون بثرواتهم على الإنترنت وفي وسائل الإعلام.المثال الآخر على الحياة الباذخة هو ابن أحد الدبلوماسيين، ويدعى ساشا سبحاني، الذي سخر من متابعيه على “إنستغرام” الذين يبلغ عددهم نصف مليون، وذلك عندما نشر مقطعا وهو على متن يخت في إحدى الجزر اليونانية، حيث قال لهم بينما يمسك بيده كأساً من الشمبانيا: “إلى متى ستبقون غيورين مني؟” تعليقاً على المواطنين الذين سألوه “من أين لك هذا؟”.

أبناء طهران الأثرياء

وهناك حساب عبر “انستغرام” يحمل عنوان “أبناء طهران الأثرياء” يعرض حياة بعض من أشهر هؤلاء الشباب في إيران، مع لقطات وصور لحفلاتهم الصاخبة والمسابح التي يرتادونها ورحلاتهم الخاصة في الجبال.وانتشر شريط فيديو العام الماضي عن بعض هؤلاء الشبان في خضم الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت معظم محافظات البلاد، بسبب الظروف المعيشة السيئة. ويظهر الفيديو لقطات لحفلات النخبة الشابة ولقطات لهم على متن طائرات خاصة، مع رزم من الدولارات.

استغلال النفوذ والسلطة

وبرزت ظاهرة “أغا زاده” أي “أبناء الأغوات” وهم كبار مسؤولي الحكومة والنظام، منذ التسعينيات، وكانت تطلق على الشباب من ذوي النفوذ والتأثير والروابط الأسرية مع قادة النظام.وقالت سوزان مالوني، نائبة مدير “برنامج السياسة الخارجية” في معهد بروكينغز، عن الجيل الأول من فئة “أغا زاده” في كتابها “الاقتصاد السياسي في إيران منذ الثورة”، إن “هؤلاء استغلوا مواقعهم داخل التسلسل الهرمي.. لجمع الثروة والمناصب”./ وفقا للعربيه صالح حميد

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • أبريل 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     12345
    6789101112
    13141516171819
    20212223242526
    27282930  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com