تم النشر في الأحد, 11 نوفمبر 2018 , 06:12 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

الدكتورة علياء

د.عبد الله المغلوث

قررت ريم الطالبة الجامعية المتفوقة الانصراف عن دراسة الجامعة بعد وفاة والدها في حادث مروري مؤسف. انقطعت عن الدراسة. انعزلت في غرفتها. وحيدة مع حزنها الذريع. تعاطف الجميع معها لكن هناك شخص واحد تجاوز مرحلة التعاطف. لقد تدخل ليكسر حاجز الصمت. إنها أستاذتها في الجامعة الدكتورة علياء الجندي. إذ زارتها في المنزل. اخترقت عزلتها. عانقتها طويلا. ثم هزتها وقالت لها بصوت عال سمعه جميع من حولها ومن ليس حولها: “أسعدي والدك في قبره بالعودة إلى مقاعد الدراسة. أكملي سباقك نحو التفوق. اقلعي عن غيابك. مكانك النور وليس العتمة”. لم تمر سوى أيام قليلة وعادت ريم الشمري إلى الجامعة. واصلت مشوارها الأكاديمي مستلهمة حضورها وتميزها من كلمات أستاذتها ورائحتها الزكية التي مازالت تستنشقها حتى اليوم رغم أنهما لم يلتقيا منذ أكثر من عشر سنوات. تابعت ريم رحلتها بحصولها على الماجستير وتوليها أكثر من مهمة إدارية ناهيك عن استعدادها لدراسة الدكتوراه والسبب بعد الله عناق الدكتورة علياء. كم من طالب وطالبة غير أستاذ وأستاذة مجرى حياتهم. أسهموا في دفعهم وتحفيزهم. جميل أن ننشر هذه القصص لتتعاظم وتمتد. لنرد الدين لمن لم يقومون بأدوارهم فحسب، بل قاموا بعمل إضافي أسهم في نتائج استثنائية. علينا جميعا أن نتذكر ونستشعر أهميتنا الكبيرة في حياة الآخرين سواء كنّا أساتذة أو غير أساتذة. فالكلمات التي نسديها والدعم الذي نهديه للآخرين يترك بصمة كبيرة. يحول الحياة إلى حياة أخرى، فلا يجب أن تستصغر كلمة ترددها أو تبخل بعناق. فما أحوج الآخرين إلى كلمة تشحنهم! فلا تسجن كلماتك في قفص صدرك. اسكب محبتك لغيرك. لتسعدهم وتسعدك. ماتت أحلام كثيرة بسبب ظروف وتحديات واجهها البعض ولَم يجدوا من يسقيهم بتشجيعه ويذكرهم بقوتهم وجدارتهم. ابذل جهدا إضافيا، لا تكتف بالتعاطف والمواساة، بادر. تذكر يا صديقي دائما أننا جميعا فقراء، بحاجة إلى تبرعات معنوية. هذه التبرعات لن تنقص رصيدك بل تزيده أضعافا مضاعفة.

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر