شاهدت فيديو جميلا لشابة تدين بنجاحها إلى معلمتها التي أشادت بمستواها، عندما كانت طالبة في المرحلة المتوسطة، وقالت لها إنه سيكون لها شأن عندما تصبح كبيرة. كتبت لها مع نهاية السنة الدراسية عام 1997 رسالة قالت فيها: “كان تواجدك في فصلي مصدر سعادة. واصلي عملك الجيد. ولا تنسي دعوتي في حفل تخرجك من جامعة هارفارد”. في مطلع عام 2018 دعت هذه الفتاة الصغيرة معلمتها السيدة تونسينع إلى حفل تخرجها في جامعة هارفارد العريقة بعد حصولها على شهادة الدكتوراه في الصحة العامة. لم تكتف بذلك وإنما ذهبت إلى مدرستها وعانقتها أمام طلابها وطالباتها. أبدت امتنانها لها على رؤوس الأشهاد. انهمرت الدموع وانتقلت العدوى للجموع. أقامت حفلة عائلية على شرف معلمتها. حضرها أقاربها وأصدقاؤها وزميلاتها وجيرانها. وزعت فيها الحلوى وسعادتها على الجميع. وقامت بعرض فيديو خاص سجلته خصيصا وتقديرا لمعلمتها. استذكرت فيه حجم تأثير تشجيعها عليها. وكيف أسهم في إيصالها إلى ما هي عليه الآن من نجاح وتميز. قالت في نهاية الفيديو: “كنت أؤمن بي. لكن جعلتني أؤمن بنفسي أكثر. جعلتني أنجح وأكبر”. لكلمات المعلمين أجنحة وطاقة تحلق بطلابهم. ينقص كثير من الطلاب الإيمان بقدراتهم ومهاراتهم وتميزهم. كل ما يحتاجون إليه هو كلمات تدسها في صدورهم لتمنحهم ثقة تساعدهم على الوصول إلى أبعد وأعلى مدى. هناك كلمات لا تغفو، تظل مستيقظة في أعماقنا، تدفعنا وتحركنا وتحثنا، ليست كلمات صعبة ومنمقة وإنما عفوية وتلقائية لكنها مدهشة وساحرة. جربوا استخدامها بسخاء ولاحظوا كيف ستتغيرون ويتغير العالم حولكم بشكل ملموس ومحسوس؛ ستستنشقون هواء أكثر نقاء؛ ستصبحون أكثر حيوية وإقبالا على الحياة. يظن بعضنا سواء معلمين أو عابرين في حيوات الآخرين أنه لا قيمة لكلمة نسكبها في الآذان غير مدركين أنها تستقر في الوجدان. إذا رأيت شخصا واعدا امدحه في وجهه، وعبر له عن كل ما يدور في خلدك من انطباعات إيجابية تجاهه. لا تعتقد أنه لا يحتاج إلى كلماتك، بل يحتاج إليها بشدة. ثق أنها ستزيده إبداعا وإصرارا. هل تتذكر كيف تمنحك كلمات الإعجاب من بهجة؟ امنحها الآخرين لينعم العالم بمزيد من السعادة والنجاح. والأجمل من العطاء هو الامتنان لمن أعطاك؛ فهذا التقدير يضاعف العطاء ويمنحه الديمومة والاستمرارية ومزيدا من الهناء.