تم النشر في الأحد, 27 مايو 2018 , 12:38 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , مقالات

الريال الورقي والرحيل ..

العملة المعدنية الجديدة بالسعودية.

حكاية – أحمد المغلوث

عندما جلس الى مكتبه والذي يحتل زاوية من غرفة نومه سمع صوت خفيض ومبحوح يتأوه حزنا تلفت حوله باحثا عن مصدر الصوت .وهو يسأل نفسه هل ياترى مايسمعه مجرد صوت قادم من حلم يقظة ام انه لايعدو وهم جاء نتيجة احساسه بالجوع والعطش  وهو صائم وفي منتصف النهار حيث يتضاعف الشعور بالجوع .احس قليلا بالحيرة فالصوت الخفيض الباكي  مازال يسمعه . في تلك اللحظة مد يده لصحيفته التي كانت موجودة على سطح المكتب . فاذا به يشاهد محفظة نقوده . التي كانت تتمدد عليها الصحيفة .مد يده الى المحفظة ليبعدها عن سطح المكتب ويضعها داخل الدرج . عندما سمع الصوت الخفيض الباكي يزداد ارتفاها ووضوحا في ذات الوقت . دهش . وراح يقرأ المعوذات . ويكرر ” البسمله ” نظر للمحفظة بارتباك . وقال لنفسه : لماذا لا اتفقد داخلها. قد يكون الصوت الخفيض قادم منها. ففي هذا الزمن الذي بات يطلق عليه ” زمن العجائب ”  كل شيء جائز . اسرع وامسك  بها بين يديه وراح يتفقد داخلها كانت هناك اكثر من ورقه نقديه وبعض البطاقات الشخصية والبنكية وحتى رخصة القيادة وفجاة . وعندما لامست اصابعه ورقة ” الريال الورقي “ارتفع الصوت متأوها وكانه يعاني من الم ما . ازداد عندما لامس احد الاصابع موقعه  .. تراجع في كرسيه واخرج الريال. واذا به يقول له : أسف ازعجتك .لكن ياصاحبي لاتلومني فانا اشعر بالحزن والاسى . فلقد تم استبدالي بريال معدني . واضاف وهو يمسح دموعه باطرافه . صعب . صعب . يا اخي الفراق . لقد تعودت الحياة بينكم . فنحن شعب كريم  . كم مليارات من الريالات . تناقلتها ايادي   ابناء وطني خلال العقود الماضية منذ لحظة اصداري كعملة متداولة  لقد تعودت الحياة بين اهلى من المواطنين والمقيمين وحتى الحجاج والمعتمرين وزوار المملكة الكثر . صحيح هناك من سرقني من يد طفل في ليلة . قرقيعان . او خطفني خاطف من عيدية طفل  . ولكنني في ذات الوقت كم كنت سعيدا وفرحا عندما وهبني احدهم لمتسولة فقيرة . او كنت وراء سعادة وفرحة طفل اشترى بي علبة ايسكريم . يا الله لاتتصور كم انا فخور بأنني ساهمت مع المليارات من الريالات في تنمية وطني الحبيب فخر الامة العربيه . وحتى مبعث حسد بعض الدول الحاقدة والناكرة للجميل . وهل انسى  انكم ايها السعوديون إ ان العالم يذكركم  بالخبر عندما وقفتم مع  الفلسطينيين،  فأنتم  حاضرون على مرّ العقود إذ ارتبطت طفولتكم كثيرا بـ«ريال فلسطين»، تلك الحملة التي رسخت القضية الفلسطينية في وجدان الطلاب والطالبات الذين كانوا يتبرعون طواعية بمصروفهم اليومي لصالح «الأشقاء» في فلسطين. نعم انني كنت يوما اسمى بريال فلسطين لدعم الانتفاضة والدور لكبير الذي قامت به قيادة الوطن وراء ذلك  . وهل انسى دوري ايضا في كوني العملة الاكثر نشاطا وتداولا . فكم في الاسواق اشياء قيمتها ريال . عصير بريال بسكوت بريال . الخ . وهكذا ياصاحبي طوال حياتي الماضية وانا انعم بالحياة الامنة والمستقرة في وطن الاسلام و الخير والسلام . ثم واصل كلامه المثير للشجن . بعدما بلع ريقه ودموعه تنساب على جسدة الورقي الذي كتب عليه احدهم ” وداعا ياريالي العزيز . كم نحبك ”  ابعد هذا لا ابكي ولا احزن . ثم واصل كلامه بعدما مسح باطرافه دموعه مرة اخرى : آن لي ان اطلب منك طلب . ان تعدني . بأن تحتفظ بي . ولاتفرط بي . وان تجعلني على الاقل في درج مكتبك  . اعيش  بقربك . اشم رائحة الحروف من الصحف واسمع خرخشة تقليبك لصفحات الكتب التي تقرأها . واسمع نقرات اصابعك على لوحة المفاتيح . فهذا يكفيني . لا اريد ان ارحل ….؟! ولكن سوف اعترف لك باني  في ذات الوقت سعيد  جدا بوجود الريال المعدني . الواحد  والريالان  واللذان حلى محلي ..ويكفيهما فخرا واعتزازا انهما حملا صورتي المؤسس طيب الله ثراه و خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان  الحزم والعزم و الف مبروك لهما .

 

 

 

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

اقتصاد

سمو محافظ الأحساء يستقبل رئيس الهيئة السعودية للمقاولين

متابعة المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء بمكتب سموّه بمقر المحافظة اليوم […]

  • أبريل 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     12345
    6789101112
    13141516171819
    20212223242526
    27282930  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com