تم النشر في الخميس, 10 أكتوبر 2013 , 07:33 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , ثقافة وفنون
( الطاهر بن جلون،”لوبوان”
في سنة 1988 اعترفت لجنة نوبل للمرة الاولى بالأدب العربي من خلال منحها جائزة نوبل في الآداب للروائي المصري نجيب محفوظ الذي يمثل فلوبير وزولا في العالم العربي. ويبدو ان اللجنة حاولت استدراك الخطأ الذي وقعت فيه من خلال عدم منح الجائزة الى طه حسين على الرغم من ان اسمه طرح اكثر من مرة. في وقت من الاوقات جرى طرح اسم الشاعر محمود درويش، لكن الامر لم يبد صحيحاً سياسياً الا اذا جرى تقاسم الجائزة مع شاعر إسرائيلي وهذا امر غير وارد في جوائز نوبل.
في السنة التي نال فيها محفوظ الجائزة قيل ان اللجنة ترددت بينه وبين الشاعر أدونيس . لكن الشاعر المالامري[ نسبة الى الشاعر الفرنسي مالامريه] لم يشجع كثيرا المدافعين عنه، على الرغم من انه يستحق هذا الاعتراف.
لقد كان من الجيد منح جائزة نوبل الى أدونيس هذا الشاعر اللبناني- السوري الذي حمل الى الشعر العربي كتابة جديدة. عندما نصغي الى أدونيس وهو يلقي شعره في هذه اللغة الصافية والمعقدة ندرك مدى موهبة هذا الرجل الذي استطاع ان يذهب بعيداً من دون ان يقع في السهولة والغرابة ولا في السياسة. لكن على ما يبدو فان لجنة نوبل تاخذ السياسة في اعتبارها. فأدونيس كان واضحاً في موقفه عندما قال ان ما يجري في سوريا ليس ثورة، وعندما رأى ان لا امل في الربيع العربي اذا سيطرت عليه الحركات الإسلامية. لقد اتخذ أدونيس مواقف خطرة ومعاكسة للتيار، لا سيما فيما يتعلق بدور الدين في المجتمع العربي. وقد وقف ضد الرقابة وارهاب المتعصبين الذين يريدون اسكات اصوات الشعراء. ويعتبر أدونيس شاهداً على انحطاط العالم العربي المنخور بالإسلام الراديكالي الذي يدمر الامال بالحداثة والتقدم. يدافع أدونيس بشراسة عن علمانيته وعن حرية المعتقد، وعلى ما يبدو أن هذا لا يروق للجميع في الدول العربية.عن النهار
متابعات المواطن اليوم
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليقاً