تم النشر في الخميس, 3 أكتوبر 2013 , 05:03 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور , غير مصنف

أسطورة الاستقرار

عبدالله  المغلوث

يؤمن لاعب منتخب ألمانيا، مسعود أوزيل، أن هناك إشارات في مسيرة حياة كل منا، كتلك التي تمر علينا في الطرقات. فهو دائما يتبع هذه الإشارات. فعندما كان في فريق شالكة تعرض لمشاكل شعر أنها ستسهم في تراجع مستواه فعمل على الانتقال على الفور. فعل ذلك في فريق فيردر بريمين، ومن ثم في ريال مدريد. لقد كان حلمه مجرد ارتداء قميص الفريق الإسباني، الذي حقق بطولة دوري أبطال أوروبا تسع مرات في رقم قياسي. لكن عندما خامره شعور أن مكانته في الفريق ستهتز انصرف عنه مباشرة بلا تردد. المسألة لم تستغرق تفكيرا طويلا. حسم أمره خلال أيام قليلة. انتقل إلى الآرسنال الإنجليزي الأقل بطولات في مغامرة محفوفة المخاطر. نجح أوزيل بسرعة في الانسجام مع الفريق اللندني وساعده على التقدم على نحو ملحوظ. بيعت فانلته في الفريق الإنجليزي التي تحمل رقم 11 بشكل لافت خلال أسابيع قصيرة من مجيئه إلى بريطانيا إثر أدائه المميز وتمريراته الذكية لزملائه. باتت فانلته في ”المدفعجية”، الصفة التي يطلقها أنصار الآرسنال على فريقهم، تتمشى في كل شارع، في لندن، ومانشستر، وبرمنجهام، وريدنج، وكوفنتري، وجدة، والدمام، وقطر، ودبي وكل مكان. يشير مسعود، مسلم من أصل تركي، في تصريح لـ ”بي بي سي” إلى أنه لم يندم أبدا على أي خطوة اتخذها. ويثق بنفسه : ”سأصل إلى المكان، الذي أريده. من يتبع هذه الإشارات ولو كانت حسية سيصل إلى مبتغاه”.لو سمع مسعود الأصوات المحيطة به لما زال في شالكة حتى اليوم، بيد أنه سمع الصوت الدفين في أعماقه فحقق الكثير من أهدافه وأصبح اسما مثيرا للإعجاب والتقدير.لديّ صديق منذ أن عرفته وهو ينتقل من تجربة عمل إلى أخرى يقضي في واحدة ثلاث سنوات وأخرى أربعا. لا يظل طويلا، كلما أحس بأنه تشبع ولا يستطيع تقديم الأفضل غادر المكان. كنت أشفق عليه؛ لأنه أهدر سنوات عمره متنقلا غير هانئ بنعمة الاستقرار في مكان واحد.لكنه حاليا يملك شركة خاصة به تسجل نجاحات كبيرة. أبرم صفقات بالملايين والأهم أنه يستمتع بهذه التجربة بكل تفاصيلها. أضحى أكثر ثقة ووعيا وقدرة. بعد أن كنت أشفق عليه أصبحت أشفق على نفسي؛ لأني تسرعت في حكمي على تجربته.يرى الدكتور غازي القصيبي – رحمه الله – أن الله منحه نعما جمة لكن أعظمها هو عمله في عدة جهات ما جعله يتكيف مع ظروف جديدة ويصبح إنسانا أفضل.تشكلت في ذهنيتنا العربية قيم خاطئة منها ”أسطورة الاستقرار”، وهي أن تستمر في مكان واحد طيلة حياتك أو أطول فترة ممكنة. إن الاستقرار لمن يعيش أجواء سلبية في عمله عذاب، والعذاب لا يمنحك سوى الأسى والخيبة.ثمة خيار واحد تتطلبه هذه الظروف الممضة يتجسد في الانتقال إلى مكان آخر يكفل أجواء أكثر صحية تلهم الإبداع والإنتاج.إن الاستقرار أسطورة والأساطير لا يعتد بها. ما يحتاج إليه الإنسان لكي يستمر شغوفا هو الحلم والأحلام لا تتكاثر في بيئة تتفشى فيها المؤامرات والدسائس والإحاطات.لمكان الذي لا يمنحك حقك في الحلم لا يستحق أن تستمر فيه. اعثر على آخر يبعث الأحلام في صدرك.لقد وصل الكثير إلى أحلامهم لأن الأجواء التي يعملون فيها كانت كسطح ”الترامبولين”، سطح مطاطي، يجعلك تقفز إلى أبعد مدى، وليس كالأرض الخشنة.إن أحلامنا كالفاكهة لا تنبت إلا في بيئة خصبة ومناخ ملهم. ابحث عن هذا المكان لتقطف أحلامك وتتناولها.عن الاقتصاديه

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

أهم الأخبار

سمو محافظ الأحساء يستقبل مدير عام فرع وزارة التجارة بالمنطقة الشرقية

  المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، بمكتب سموّه بمقر المحافظة […]

  • يناير 2025
    س د ن ث أرب خ ج
     123
    45678910
    11121314151617
    18192021222324
    25262728293031
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com