تم النشر في الخميس, 26 سبتمبر 2013 , 07:10 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

الصحفي الذي يدع المواهب تبرز

على حسون

ا

أ- على حسون/ رئيس تحيرير البلاد

 

• من هذا – الشباك – الذي نطل منه على ذكريات مضت وقد حرصت على أن تكون لأناس قد كانت لي معهم مواقف مباشرة لا عن شخصيات لها مكانتها الفكرية والأدبية ولكن لا يوجد لهم مواقف معي شخصياً، لهذا أسجل اعتذاري إن أنا لم أذكرهم.
ثانياً هذه الذكريات – عن الذين رحلوا إلى بارئهم وليس عن من يعيشون معنا متعهم الله بالصحة والعافية وطولة العمر.
•• أذكر في منتصف الثمانيات الهجرية أن التقيت به وجهاً لوجه لأول مرة وان كنت اراه من البعيد وهو يأخذ طريقه الى مبنى ادارة الحج في المدينة المنورة عندما كانت في السحيمي وكان يومها مديراً لها .. في مغرب ذلك اليوم في منتصف الثمانينات الهجرية وأنا ادخل الى مطابع الشربتلي في كيلو خمسة طريق مكة بجدة.. كانت تلك “الصالة” الطويلة هي “غرفة التحرير” لجريدة المدينة كان على يمين الداخل اليها “غرفة” صغيرة لها كوة يناول منها ذلك الخطاط “الحاج” ما يقوم بكتابته منها الى ذلك المراسل “سلطان” لاعطائه للمحررين وكان هناك – محرران – يتقابلان هما هاشم عبده هاشم وسباعي عثمان وبينهما باب يفتح الى غرفة بدت اكثر تنظيما عندما فتحت الباب كان بها شخصان هما مدير التحرير محمد صلاح الدين وعلى المكتب الآخر رأيته كان حاسر الرأس وفي يده مرسم من الرصاص تعلو وجهه ابتسامة صافية عندما عرفني بادرني:
ها .. كيف اهلنا في المدينة.

الصحفـــي الـــذي يدع المواهب تبرز

عثمان حافظا

احسست من نبرات صوته بانه انسان صافي القلب بسيط التعامل كأنه يعرفني من زمن طويل جداً.. لتمضي الايام واعرفه اكثر كان رجلا شغوفاً بكل جليل من القول والعمل .. له تعامله الخاص مع من يعمل معه.. فلا تجد في نفسك الا مزيداً من التقدير والاكبار له عندما يتحدث عن صنوه وشقيقه الاكبر فعمره ما قال “علي” قط فلا ينطق باسمه الا ويسبقه بكلمة “أخويا علي” كاعتزاز وتقدير لمعنى الاخوة حتى ارتبط اسماهما ارتباطاً أزلياً فما تقول علي الا واسم عثمان يأتي في سياقه.. هذا الالتصاق شبه النادر كان هو ديدنهما الرائع.
اذكر ايضا عندما حدثت قصة تلك السيدة “زينب الغزالي” مع الجريدة – ومعي بالذات ان كان الاستاذ صلاح الدين يتصل بي ويقول في اسلوبه الجميل في الحوار خذ السيد يريدك.. فيأتيني صوته وهو مشبع بالابوة الحانية.
يا ابني هذه السيدة اردنا مساعدتها لكن ماذا نقول عنها الا ان يسامحها الله نريد ان نساعدها لكنها عاملتنا عكس ذلك بس تعال لننهي الموضوع.
كان السيد عثمان حافظ رحمه الله واحداً من عفيفي اللسان وصادقي القول.. كان شجاعاً يعطي العاملين معه كل ثقته لا يجد في نفسه غصة من نجاح الاخرين بجانبه لانه كان واثقاً من نفسه بل تراه يدفع بمن يرى لديه امكانية العطاء والبروز .. لهذا حققت المدينة على يديه بروز الكثير من القامات الصحفية عندما اعطى فعالية الحركة للعمل في يد ذلك الدينمو محمد صلاح الدين رحمه الله الذي ادار دفة العمل بكل جدارة واقتدار.
ان السيد عثمان حافظ الذي ولد في عام 1328هـ وعمل في مديرية المعارف بالمدينة المنورة ثم عين عضواً في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد ذلك اتجه للتدريس في عام 1356هـ أسس وشقيقه السيد علي حافظ جريدة المدينة المنورة التي كانت تصدر مرة في الاسبوع بعد ذلك مرتين في الاسبوع كل ثلاثاء وكل جمعة واسسا مدرسة الصحراء في المسيجيد .. ليتولى في عام 1386هـ رئاسة تحرير جريدة المدينة بعد اربع سنوات من نقلها الى جدة لتصدر يومياً.
إنه واحد من الرواد في حياتنا الذين اعطوا من ذواتهم واستطيع ان اقول انه من اولئك الذين حفروا الصخر بأظافرهم في عنفوان الصابرين المكافحين رحمه الله واسكنه فسيح جناته.

عن البلاد

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

أهم الأخبار

سمو محافظ الأحساء يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة الشرقية

  المواطن اليوم استقبل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر محافظ الأحساء ، بمكتب سموّه بمقر المحافظة […]

  • سبتمبر 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     123456
    78910111213
    14151617181920
    21222324252627
    282930  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com