تم النشر في الخميس, 19 سبتمبر 2013 , 05:52 صباحًا .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

شوارع عارية في الأحساء

 

عبدالله المغلوث

استيقظ أهل الأحساء قبل عدة أسابيع من نومهم وفوجئوا بأسماء جديدة لأحيائهم وشوارعهم. أسماء لا تمت إليهم بصلة. أسماء لا يعرفونها، وأخرى تثير شكوكهم وتوجسهم.يقول الدكتور خالد الحليبي، عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الإمام محمد بن سعود في الأحساء، لصحيفة ”الأحساء أون لاين”: ”إذا أردت أن أصف بيتي فسأقول لصاحبي: إنه يقع بالقرب من شارع بدير بن شاكر، وأنا للأسف فإني أجهل من هو بدير بن شاكر”.وأشار الحليبي إلى أنه فوجئ بنتيجة البحث عن اسم عامر بن الطفيل، الذي اعتلى اسمه أحد الشوارع، فلقد توصل إلى أنه ”رئيس لمشركين كما روى البخاري في صحيحه، وهو الذي قتل نحو أربعين في بئر معونة من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم”.وأكثر ما آلمني شخصيا في موضوع تسمية أحياء وشوارع الأحساء حسب تقرير صحيفة ”الأحساء أون لاين”، هو تصريح عضو لجنة تسمية الأحياء والطرق، الدكتور علي البسام، الذي أشار فيه إلى أن اللجنة لم تنعقد سوى مرة واحدة قبل عام ولم تتم مناقشة تسمية الشوارع في الجلسة، التي حضرها.ن أمانة الأحساء ارتكبت خطأ جسيما لا يغتفر عندما تعاملت مع موضوع حساس ومهم كتسمية الأحساء والشوارع على هذا النحو من الارتجال والمركزية، التي تعكس وجود خلل في منظومتها الإدارية. ما حدث يجعلنا نشكك في أدائها على الأصعدة كافة؛ لأن من يتهاون في موضوع التسمية قد يتهاون في غيرها.لم تكتف الأمانة بشوارعها العارية من الأسفلت والمأهولة بالثقوب، وإنما زادت عليها بتسمياتها المريبة.استئثار الأمانة بالتسمية ونتائجها النهائية المؤسفة يؤكد أنها اقترفت ذنبا كبيرا فما معنى أن تسمي أحد الشوارع باسم مشرك، حتى لو كان بغير قصد، وآخر باسم شخص مجهول عند السواد الأعظم، ناهيك عن أسماء عديدة كانت مثار جدل وأسئلة أبناء الأحساء؟استبشرنا خيرا عندما شكلت الأمانة لجنة لتسمية الأحياء والشوارع، ولكن محزن ما ذكره البسام أن اللجنة لم تنعقد سوى مرة واحدة وأنه كعضو فيها لم يصادق على الأسماء، التي ارتفعت فوق رؤوس الأهالي.لقد فوتت الأمانة عليها فرصة ثمينة لتقدير أبناء الوطن والأحساء تحديدا عبر تخليد أسمائهم على الشوارع في لمسة وفاء منتظرة. كان في متناولها الظفر بأسماء أفضل لكنها تجاهلت اللجنة وانفردت بالقرار.إنني أتساءل أين المجلس البلدي؟ أين دوره في مساءلة المسؤول المقصر؟إن النتائج المخيبة للآمال لمشروع تسمية الشوارع في الأحساء تشير إلى أن الأمانة ربما نزحت إلى الخيار الأسهل. فتحت كتابا تراثيا وغرفت منه أول مئة اسم وألصقته على شوارع الأحساء. فالأسماء التي أغضبت أهل الأحساء وأعضاء هيئة تدريس جامعاتها تدل على أن هناك مشكلة تتطلب تدخل وزارة الشؤون البلدية والقروية، ليس في الأحساء فحسب بل في سائر مناطق ومحافظات المملكة؛ لتتأكد أن الأمور تسير وفق منهجية واضحة لأن ما حدث في الأحساء يثير مخاوف في طريقة إدارة المشاريع وآلياتها. يتم تسمية لجان لكنها لا تلتئم. تسن قوانين، بيد أنها لا تنفذ.تقول صحيفة ”الدايلي تلغراف” في تقرير نشرته عن أحد شوارع إسبانبا في الثاني من أيلول (سبتمبر) 2013: ”يمكن أن تعرف الأمم من أسماء شوارعها. ستكتشف الوفاء والنفاق والمحسوبيات. ستجعلك تقرأ عقول من يديرها وكيف يديرونها؟’

عن الاقتصاديه

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

أهم الأخبار

سمو محافظ الاحساء يرعى حفل جائزة عبدالوهاب الموسى الـ13 للتميز التعليمي ويكرّم الفائزين

  المواطن اليوم رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال بن بدر ، محافظ الأحساء ، صباح اليوم “الأربعاء”، […]

  • سبتمبر 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     123456
    78910111213
    14151617181920
    21222324252627
    282930  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com