تم النشر في الجمعة, 6 سبتمبر 2013 , 08:37 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , مختارات
فتح تحقيق في ملابسات وأسباب إقدام الشاب على حرق نفسه و”الحكرة” وراء قيامه بذلك
“مات مسكين عبد الرحمان الله يرحمو” بتلك العبارات الحزينة، تحدث في الهاتف احد أصدقاء الشاب الذي أحرق نفسه بمعبر باب سبتة المحتلة زوال يوم الأربعاء، الإتصال الهاتفي الذي كان في وقت مبكر من صبيحة الخميس، جاء ليؤكد ما كان مصدر طبي قد أشار إليه من قبل من كون حالته حرجة، وقد لا يتمكن من الوصول حتى لمستشفى 20 غشت بمدينة الدار البيضاء، حيث نقل على وجه السرعة بعد أن تبين أن لا قدرة لمستشفيات تطوان على علاجه أو حتى لمسه، نتيجة إصابته بحروق من الدرجة الثالثة. ليفارق الحياة فجر يوم الخميس بعد محاولات حثيثة لإنقاذه من الهلاك، لكن النيران كانت قد أخذت مأخذها منه.
وفاة الشاب عبد الرحمان ذو 23 سنة، ألقى بضلاله على معبر باب سبتة صبيحة يوم الخميس، والذي خيم عليه حزن وصمت ولا حديث بين العابرين إلا عما حدث وعن خبر الوفاة الذي نزل كالصاعقة. فيما نظرات العابرين المدينة لبعض الجمركيين تجعلهم يتوارون عن الأنظار، فيما استغل البعض المناسبة للمرور بسلام دونما اكتراث لما حدث، بل هي مناسبة قد تكون لصالحهم والأمور “مسهلة هاد الصباح”، خاصة بعد الواقعة التي هزت المنطقة ككل بل إنها قد تدفع بفتح تحقيق حول سبب قيام المعني بما قام به، حيث أكدت مصادر مقربة أن سبب قيامه بذلك هو “الحكرة” وحجز سلعته دونما الآخرين من كبار المهربين.
الكثيرون يحكون عن طيبوبة عبد الرحمان وعن “دخوله سوق راسو”، يشتغل بهدوء وفي صمت ولم يكن من أولائك “البلطجية” الذين يخلطون الأمور ويمارسون القوة في دخولهم وخروجهم، فرغم أن الكمية التي كانت معه كبيرة قاربت الثلاثة ملايين سنتيم، فإنه لم يكن من ذلك النوع الجشع، فقد كان يشتغل بين الفينة والأخرى كما يشتغل الآلاف في هذا المعبر المفتوح على كل الإحتمالات. لكن ما حدث زوال الأربعاء لم يسبق حدوثه رغم تعدد محاولات الحرق وحالات حرق بسيطة سابقة، كل ذلك ما كان ليشابه صورة ما حدث ذلك الزوال، فقد كان عبد الرحمان يحاول الإمساك بواحد من العنصرين اللذين حجزا سلعته، وهو ما جعله يجري في كل الإتجاهات بحثا عنهما.
قالت بعض المصادر المقربة إن العنصرين اللذين حجزا سلعة الهالك، أحدهما قديم بالمعبر ومعروف فيما المسؤول الذي يشتغل كمساعد للآمر بالصرف فهو حديث التخرج وحديث العمل بمعبر باب سبتة، سبق تنقيله للعرائش بسبب كتاباته “الفايسبوكية” قبل أن يعيدوه للمعبر، خاصة وأنه كان يدعي النزاهة والدفاع عن الأخلاق الحميدة للجمركيين في إحدى الصفحات “الفايسبوكية”، ليبرهن على أرض الواقع أن هنا كفرق كبير بين ما تخطه أصابعه على الفايسبوك وما هو على أرض الواقع.
هذا وعلمت الجريدة أن تحقيقا قد فتح في الموضوع لمعرفة حيثيات وأسباب ما حدث، والدافع وراء إقدام المعني على الإنتحار بتلك الطريقة، في وقت يقول فيه الجمركيون إنهم لم يعنفوه ولم يعتدوا عليه، وأنه كان يحمل “بضاعة فاسدة” ويتعلق الأمر بمواد غذائية،وأنه استغل الوضع ليقوم بإحراق نفسه مستعملا البنزين… كل ذلك سيتبين في التحريات التي ستفتح قريبا وقد يكون المدراء الجدد أمام تحديات صعبة مع أولى خطواتهم بالمنطقة. حسيب ماكتبه مصطفى العباسي في الاحداث المغربيه
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليقاً