تم النشر في الثلاثاء, 3 سبتمبر 2013 , 10:00 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , صحة
الأمل بالشفاء
ماجد كان يراوده الأمل بالشفاء من سمنته المفرطة، وأمراضه المتعددة، إلا أن الموت كان أسرع، إذلم ينعم ماجد بمظهر لائق، والذي لا طالما حلم به، فقد اعتاد أن يجر معه نحو 380 كيلو جراماً من اللحم والشحم المتراكمة على جسمه، رحل ماجد عن عمر يناهز 26 عامًا، تاركًا شقيقته رنا التي تعاني من نفس المرض (300 كيلو جرام) غارقة في دموعها وأحزانها، لا تدري كيف ستواصل العيش بدون شقيقها، بعد وفاة والدتهما قبل نحو عامين بالسمنة المفرطة، وكانت «اليوم» التقت الأم قبل وفاتها، وأوصت بعلاج ماجد ورنا، وناشدت المسؤولين الوقوف بجانب ابنيها حتى يتم شفاؤهما.
بداية القصة
في أغسطس 2011، تنفس ماجد وشقيقته الصعداء، عندما أعلنت الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية أنها ستتولى علاج الشقيقين، قطع ماجد، نحو 45 كيلو متراً من رحيمة، وصولاً إلى الدمام، يجر معه 380 كيلو من اللحم والشحم، وحزمة من الأمراض، بحثاً عن أمل لدى أي مسؤول طبي، ومن خلفه أخته «رنا»، حاملة معها 300 كيلو من الشحوم، في رحلة «عذاب مر»، سجلت وقتها «اليوم» تفاصيلها بالصورة والكلمة، ويعاني ماجد من السمنة المفرطة، وترهل البطن، التي جلبت له حزمة من الأمراض الأخرى، مثل التقيح، ومشكلات في التنفس والقلب، وأخيراً أصيب بمرض السكري، ولكنه يتحامل على نفسه، ويتحمل الآلام، ويراوده الأمل، أن يتعالج من هذه السمنة وبقية أمراضه. وطالما حلم ماجد بالزواج مثل أي شاب، وانجاب الأطفال، وكان يحلم أن تجد شقيقته رنا، قد شفيت من السمنة وتزوجت وأصبحت مثل بقية فتيات جيلها، ويعيش ماجد ورنا بمفردهما في منزلهما برأس تنورة، بعد موت والدتهما قبل نحو ثلاثة.
فشل الأطباء
تضاعف وزن ماجد، مرات عدة، بعد أن فشل الأطباء في الحد من هذه الزيادة، التي وصلت قبيل وفاته إلى 380 كيلو جرام، كانت قابلة للزيادة مع مرور الأيام المقبلة، مر الوقت سريعاً، وماجد بين الحياة والموت، فكان يخرج منه رائحة كريهة، وتفرز بطنه دماءً، ويتبول لا إرادياً، وبجانبه شقيقته، لم يتوقف نزيف دموعها، معتقدة أن الموت يتربص بأخيها، وستعيش وحدها في هذه الحياة، ليتصل قريبه مبارك الدوسري، بمستشفى الدمام المركزي، طالباً المساعدة والنجدة في إنقاذ حياته .
رحلة العلاج
وبدأت رحلة ماجد للعلاج، بمعضلة حمله من سريره، إلى الباص الذي استأجره أحد المتطوعين خصيصاً لهذه المهمة، فجلس فوق كنبة تحوي ثلاثة كراسي كبيرة، ورغم أن المسافة من منزل ماجد في رأس تنورة، إلى البرج الطبي لا تتجاوز 45 دقيقة.
التنفس بصعوبة
وتبين من الكشف المبدئي على ماجد في البرج الطبي، أنه يعاني من ماء فوق الرئة، وصعوبة التنفس، وتقيح في الجلد، وعدم انتظام فرز الغدد عنده، فازدادت حالته سوءاً يوما بعد يوم حتى أدخل بداية الأسبوع الحالي للعناية المركزة ولفظ أنفاسه الأخيرة يوم أمس .
الجهود المبذولة
أ
اكد استشاري الجراحة العامة والمناظير الدكتور أحمد مبارك الغامدي المشرف على حالة ماجد الدوسري في حديث خص به «اليوم» أن التأخر في إجراء العملية الجراحية لماجد هو عدم مقدرته تحملمثل هذه العمليات الصعبة ولا يمكن إجراء أي عملية له في وضعه عندما دخل إلى المستشفى بعكس شقيقته المهيأة لإجراء عملية جراحية في أي وقت منذ دخولها للمستشفى إلا أنها كانت ترفض إجراء العملية إلا مع أخيها وفي الخارج مما استوجب وضع برنامج لخفض وزن ماجد الدوسري للأسف لم يلتزم به المريض طول فترة بقائه في المستشفى سوى في الأيام الأخيرة التي بدأ فيها بالاقتناع بضرورة تخفيض الوزن ليتمكن من إجراء العملية الجراحية سواء داخل أو خارج المملكة. وأشار الغامدي إلى الاهتمام الكبير الذي وجده ماجد الدوسري من المسؤولين في الصحة بالمملكة حيث زاره وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة وأيضا كان لمدير عام الشؤون الصحية الدكتور صالح الصالحي زيارة أكثر من مرة للوقوف على حالته وتشجيعه للإلتزام بالبرنامج المعطى له كما أولت القيادة الرشيدة اهتمام كبير بالحالة بعد صدور الأمر الملكي بعلاجه في الخارج وتم في هذا الصدد جلب فريق متخصص من الولايات المتحدة الأمريكية والذي انتهى إلى نفس النتيجة التي توصل إليها الفريق الطبي المعالج له وهي عدم إمكانية نقله في ظل الظروف الصحية التي يعانيها ماجد مما يستوجب إخضاعه للبرنامج الطبي والغذائي ، فيما تم توفير سرير مخصص لمرضى فرط السمنة وميزان خاص للتأكد من وزنه الحقيقي ومتابعة نتائج البرنامج.
وأضاف أن المضاعفات في حالات السمنة هي مشكلة حقيقية تفوق مخاطرها مخاطر السمنة مبيناً أن الدوسري كان يراجع في أحد المستشفيات الحكومية عندما كان وزنه 200 كيلو قبل أن يزيد حتى 380 كيلو فيما لم يتمكن الدوسري من تخفيض سوى 20 كيلو جراماً منذ دخوله المستشفى وإصابته بإلتهاب رئوي يوم الجمعة الماضي ووفاته.
المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها
اترك تعليق على الخبرالمواطن اليوم برزت منصة الطهي الحي كأحد أبرز أركان ومعالم معرض “اللومي الحساوي 2024″، الذي تنظّمه غرفة الأحساء بالتعاون مع عدد […]
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
بقلم :
اترك تعليقاً