تم النشر في الثلاثاء, 27 أغسطس 2013 , 01:18 مساءً .. في الأقسام : أهم الأخبار , الآراء والصور

الأسد يرحل أو يُضرب بصواريخ “كروز”!

راجح الخوري

راجح الخوري

المذبحة الكيميائية وضعت الازمة السورية امام خيارين: اما اقتياد بشار الاسد مخفوراً بالجرم الكيميائي الى مؤتمر جنيف لترتيب عملية انتقال سياسي تنهي عهده، وتدخل سوريا الحل الذي سترافقه خطة لوضع ترسانته الكيميائية تحت اشراف دولي، واما توجيه ضربة صاروخية محددة، وفق بنك اهداف وضعت احداثياتها العسكرية في فوهات النار لتدمير قوة النظام العسكرية، يرافقها هجوم من الحدود الاردنية للسيطرة على مخازن السلاح الكيميائي وفق خطة “الاسد المتأهب” التي يتم التدرّب عليها بين 18 دولة منذ أيار من العام الماضي.
كل شيء بات جاهزاً، واذا كان النظام تشاطر وفرض في اللحظة الاخيرة شرطاً في البروتوكول الموقع مع الامم المتحدة، يمنع المفتشين الذين دخلوا امس الى ساحة الجريمة من تحديد المسؤول عن القصف الكيميائي ويترك لهم فقط القول ما اذا كان هذا السلاح قد استعمل ام لا، فان الأدلة المتوافرة حتى الآن والتي يمكن ان تدين النظام تبدو حسيّة اكثر منها ظرفية، اولاً لأن عينات من ساحة الجريمة وصلت الى مختبرات العواصم الغربية، وثانياً وهو الأهم لأن النظام المريب يكاد يقول خذوني، وهذا ليس خافياً على اميركا وفرنسا وبريطانيا وباقي العواصم، بما في ذلك طهران تقريباً [راجع تصريح حسن روحاني] والدليل ان النظام تعمّد، على رغم اتصال جون كيري بوليد المعلم، تأخير دخول المفتشين ساحة الجريمة مدة خمسة ايام ما دفع واشنطن ولندن وباريس الى القول إنه لو لم يكن لديه ما يريد اخفاءه لكان عليه ان يسمح بدخول فوري للمفتشين، وخصوصاً عندما زعم ان المعارضة هي التي استعملت الكيميائي.
يعرف الروس ان تحذيرهم من ضرب النظام بات بلا معنى، وعندما يتوافر اجماع دولي على ان ما جرى هو “جريمة ضد الانسانية” فذلك يعني ان مناورات تعطيل مجلس الامن انتهت، لأن القانون الدولي يسمح بضرب اي دولة ترتكب مثل هذه الجريمة، وعلى رغم ان فلاديمير بوتين كان يحلم بالحصول ولو على جائزة ترضية من المأساة السورية اي قيام الدولة العلوية، فانه خسر كل شيء في الغوطتين الغارقتين في موت جماعي ساهمت التقنيات الروسية في تصنيعه.
إن لم يكن السلطان قابوس مكلفاً إفهام الايرانيين ان زمن القرقعة بالتهديدات انتهى، فان جيفري فيلتمان سيبلغهم الامر مباشرة: إما ان يذهب الاسد الى جنيف ليوقع على حل ينهي عهده، وإما ان تتساقط صواريخ الـ”كروز” على اهدافها المحددة وينطلق الهجوم الدولي للسيطرة على الترسانة الكيميائية ومنع وصولها الى المتطرفين اياً كانوا.
واذا لم يحصل شيء من كل هذا، يكون الاسد قد حصل على رخصة دولية للمضي في سلسلة جرائمه ضد الانسانية!

rajeh.khoury@annahar.com.lb

عن النهار اللبنانيه

المشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء مستعارة لاتمثل الرأي الرسمي لصحيفتنا ( المواطن اليوم ) بل تمثل وجهة نظر كاتبها

اترك تعليق على الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Comment moderation is enabled. Your comment may take some time to appear.

أهم الأخبار

سمو ولي العهد يطمئن الجميع على صحة خادم الحرمين ويرأس جلسة مجلس الوزراء

  رأسَ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه […]

  • أكتوبر 2024
    س د ن ث أرب خ ج
     1234
    567891011
    12131415161718
    19202122232425
    262728293031  
  • Flag Counter
  • Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com